جريمة قبيل غروب الشمس..!

موضوع: جريمة قبيل غروب الشمس..! 29/02/08, 09:54 am

أجابها الابن:
هاتيها؛ لأنظمها بخيط جديد.
- لا تشغل نفسك عن الدراسة، سأسوي الأمر بنفسي بعد صلاة العصر.

ثم اتجهت نحو المطبخ مجددا، ووضعت في صحن صغير رزا وفي صحن آخر مرقا ورغيفي خبز في صينية كبيرة. أحست بان عينيها مازالتا تدمعان، مسحتهما مرة أخرى بردن دشداشتها الداكنة. سارت نحو باحة الحوش ووضعت على الأرض الإسمنتي الصينية قبالة ابنها ،وتحدثت قائلة:
- تناول غداءك ثم أدرس.
أجابها وعينيه على الكتاب:
- سأكمل دراستي بسرعة كي أذهب إلى بيت خالي.
- أدرس وسنذهب سوية يوم الجمعة.
- أريد أن أراه اليوم.
- ولماذا؟
- كي يؤمن لنا النفط الأبيض.. احتاج أن أدرس في الليل ،والليل بارد جدا.
- ومن أين لنا بثمنه؟
- سأعمل إن شاء الله في عطلة نصف السنة.
- اتصل به عبر الموبايل إن أردت ذلك.
- بيتهم قريب ولما أتصل به بالموبايل. سأذهب بسرعة وسأعود كذلك.
- أعرفك جيدا يا بني.. إن ذهبت لن تعود قبل غروب الشمس، وأنت على أبواب امتحانات نصف السنة..أريد أن تبقى متفوقا على زملائك، وهذه أمنية أبيك رحمه الله.
- كما تحبين يا أمي.

خلف بيت السيدة ذات الحبات المسبحة المنفرطة، تقع عمارة فيها بعض الدكاكين وسرداب كبير لتخزين المواد الغذائية والاستهلاكية الأخرى، وبجوار العمارة جامع للصلاة، كانت العمارة والجامع البنايتين العاليتين في المنطقة، بينما البنايات الباقية عبارة عن بيوت صغيرة متلاصقة، قديمة، بنيت منذ عقود، وهي بيوت لأناس من الطبقة الكادحة جاء اغلبهم من قرى وأرياف تابعة لمدينة الموصل.. إنها منطقة الزنجيلي .بعض البيوت لا تتعدى مساحتها المائة متر، واغلبها بنيت على الطراز الشرقي، وقد تتداخل بعض البيوت مع البعض داخل أزقة ضيقة، وتقطنها أكثر من عائلة ذات صلة وقرابة .. ترى أمام أبواب تلك البيوت بعض العربات والدنابر والسيارات القديمة وبعض الخردوات هنا وهناك .. انه حي نموذجي لأحياء الفقراء في المدينة.

بعد صلاة العصر بدأ أولياء العوائل في المنطقة يعودون إلى بيوتهم محملين ببعض ما استطاعوا شراءه من الخضراوات والمواد الغذائية الضرورية، والعناء ظاهر على محياهم والتعب باد على سيرهم.. كانوا عائدين ليتنفسوا الصعداء وليداعبوا أطفالهم كي ينسوا هموم النهار المثقل بمشاكل لم يعتادوا عليها سابقا.. إنها مشاكل بلد محتل تكاثرت فيه صنوف عجيبة غريبة من المآسي والكوارث فضلا عن مشاكل متطلبات الحياة الأساسية.

كان من بين العائدين شقيق السيدة ذات حبات المسبحة المنفرطة حيث يقطن على بعد مسافة من بيتها. فداره ليست بعيدة عن العمارة والجامع . كان عائدا كعادته محملا هو الآخر ببعض أكياس الخضروات والمواد الغذائية. دخل الدار وذهنه مزدحما بحسابات قطوعات النفط الأبيض العائدة لبعض الموزعين الذين يتعامل معهم . كانت حسابات تلك القطوعات هي أكثر ما يتضجر منها في عمله هذا، فهو من الذين كانوا يكرهون مادة الرياضيات في المدرسة، لذا كانت حساباته لتلك القطوعات تنال من سعادته كل يوم منصرم، ولكنه كان ينسى تلك الهموم عندما يرى أطفاله يلعبون ويملؤون الدار ضجة وهرجا.

دخل الحمام فور عودته، ثم أخذ قسطا من الراحة، وغط في النوم، لكنه استيقظ على أصوات ولغط في الشارع. قام فزعا من مكانه وخرج صوب باب الدار. رأى مجموعة عسكرية في المنطقة ينادون على الناس بمكبرات الصوت أن يبقوا في منازلهم وان يفتحوا الأبواب والشبابيك لأنهم سيفجرون العمارة في المنطقة. صعد على سطح الدار ونظر باتجاه العمارة ولاحظ تجمهر أفراد بزي الملابس العسكرية، وكان وسط الشارع برميل أزرق، استغرب لوجوده، ولم يفقه ما في البرميل، ولكنه علم فيما بعد أنها عجينة لتفجير العمارة.

انتبه لوجود بيت شقيقته خلف العمارة. اتصل بها عبر الموبايل طالبا منها الخروج من البيت مع ابنها، وأجابته بأنها ستفعل بنصيحته. أخذ ابنها يلملم كتبه ودفاتره، وهي ارتدت عباءتها السوداء، وأخذت ما خف حمله من ملابس. أقفلت باب الدار واتجهت صوب دار أخيها. لكن أحد أفراد المجموعة العسكرية منعها من مواصلة السير، وقال لها ابقي أنت وابنك في البيت وافتحي الأبواب والشبابيك، انه انفجار بسيط . توسلت أن يسمح لها بمغادرة المكان إلى دار أخيها لكنه أجابها برمي طلقات نارية في الجو.. ركضت مع ابنها نحو دارها فزعة هاربة.

اتصل ابنها بخاله واعلمه بالأمر.. حاول الخال أن يفعل شيئا من اجلهما، واتجه ناحية العمارة ، لكن أفراد المجموعة العسكرية أجبروه على العودة مرغما عنه، ولاحظ بطرف عينه شدة زرقة البرميل.

كانت لحظات عصيبة على الأم والابن، ولامت نفسها لأنها لم تقبل بذهابه إلى دار خاله.. فتحوا الأبواب والشبابيك .. جلست على السرير، حاضنة أبنها كطفل رضيع، والخوف والرعب قد نال منهما. وبعد لحظات سمعا أصوات الفزع والهلع ينطلق من خلف الجدران يعم المكان كله، زادهما رعبا وخوفا.. كانت أصوات النساء والأطفال يشق عنان السماء ثم تلاشت تلك الأصوات مع دوي الانفجار الهائل للعمارة المجاورة لبيتهم .. رجّت على أثره أنحاء المدينة.

تناثرت قطع الملابس المبللة في السماء بينما طارت حبات المسبحة وتشظت في كبد السماء وكأنها نجوم زينتها، اختلط لون السماء بصفار شاحب جراء غبار الانفجار الكثيف. كانت دقائق معدودة مزجت بين صخب ذلك الانفجار وكتل اللحم المتناثرة في كل مكان،تقطع أصواتا كانت قبل ذلك تنعم بالحياة.

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 29/02/08, 08:46 pm

ثانكيوووووووووووووووووو وعاشت الايادي

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 29/02/08, 09:45 pm

يسلملي مرورج عيني وردة والله منوره بردج الحلو

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 29/02/08, 09:49 pm

واللة نايس
يسلمو
ايديك
فوفو

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 29/02/08, 10:48 pm

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 01/03/08, 10:38 am

يسلملي مرورك عيني والله منوريني بردودكم الحلوه

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 03/03/08, 02:20 pm

يسلمووو خويه فراس

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 06/03/08, 08:08 pm

يسلملي مرورج عيني بنوته والله منوره بردج الحلو

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 10/03/08, 03:16 pm

ثااااانك يوووووووووووووووووووفروسي الوردة

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 13/03/08, 03:42 pm

يسلملي مرورك حبي فارس والله منور بردك الحلو

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 20/03/08, 01:46 pm

شكراً على الجريمة

خخخخخخخخخخخ

مشكور فروسي

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 20/03/08, 07:14 pm

هع هع تدلل حبي تعال كل يوم هجي وكت حبي هع هع
يسلملي مرورك حبيعلاوي والله منور بردك الحلو

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 23/03/08, 07:02 pm

مشكور حبي فروسي

موضوع: رد: جريمة قبيل غروب الشمس..! 24/03/08, 06:10 am

يسلملي مرورك حبي حيدوري والله منور بردك الحلو