أقف على نهر الفرات فأسرد وحيد ً ....عن تلك الجراح والقلب الدميم ُ
أقف على نهر الفرات أستعيد ذكرى ....وماضيا ً في تجاربه وقسوته أليم ُ
أقف على نهر الفرات أصرخ باكيآ ً...والدموع أسقي فيها صبري ّ العظيم ُ
أقف على نهر الفرات أدعي ربي....ليفرج ّ هم بلادي ويكون عليها رحيم ُ
أقف على نهر الفرات أداوي حبا ً...رأيته ُ من ظلم الناس ِ شيء عديم ُ
وأروي عن هجر طال لقيان ضحاياه ....وبقيت ًمن بعد هذا الهجرُ عليل لا سليم ُ
أروي لقلمي عن ألم ودموع ٍ ....فيروي لي ّ قصصا ً عن ماضيه القديم ُ
ويسرد بكلماته سطورا ً بكت حتى....شوهت الكلمات ولم أعد لها عليم ُ
فأرى باب حزن آخر يفتح وأرى....نفسي للأحزان مأوى فيه تقيم ُ
وأرى قلبي يعصر الألم في نبضاته ...ولم يعد بعد هذا الصبر والعذاب كليم ُ
فالصمت قد صار عنوانا ً له ُ...وبقى قلبي يتألم وحده يتيم ُ
ويعيش على ذكريات ويبحث تائها ً....لاهثا ً من تعب ٍ لم يرى بعده ُ نعيم ُ
وأرى نفسي تبحث عن ذاتها .....كأمرأة تبحث عن طفل ٍ كأنها عقيم ُ
وأجلس وحيدة ً أروي لنفسي قصصا ً....من حزنها يبكي طير ٌ وترثيني ريم ُ
ثم أعود أصرخ لجرح أختي وصبرها....وكيف أصبح الزمان عليها لطيم ُ
وأرى دمعها كل يوم يسيل ُ.....كالدمع الذي يسكبه أيوب الحكيم ُ
فقد عجر قلمي عن وصف جرحي ....وعالم الحزن والوحدة الذي انا فيه أقيم ُ
فأمضي يا قلبي بدمعك وصمتك....وعش في عالم ٍ لم تكن يوما ً فيه فهيم ُ
وأحمل راية الحزن وصبر وآحد ٍ....في دنيا صرت لحمل الهم فيها غريم ُ
وكن رحيما ً على عشاق ٍ بكـــوا ...من فقدان عطف ٍ كان في رقته سديم ُ
وأمضي في دنيا لم تعد فيها رحمة ٍ....و أبقى راية ً للحزن ِ ورمزا ً للحب السقيم ُ
وأنتضر يوما ً ما ترقد في قبرك ...لكي يخفف عنك ويواسيك الأديم